كيف تعاني أمهات الحيوانات بسبب الإنسان؟

 

كيف تعاني أمهات الحيوانات بسبب الإنسان؟


 

  نحتفل كل عام بمناسبة عيد الأم في أول أيام الربيع، وذلك تقديراً للأمهات وعلاقتهنّ مع أبنائهن، فالأمهات جالبات للحياة مثل ما يجلب الربيع الحياة للطبيعة، لكن وللأسف، بما أن عالمنا يتمركز حول الإنسان، وبفضل الإنسان طبعاً، فإن أمهات باقي الحيوانات لا يحظَيْنَ بشيء من هذا التقدير، فعلى الرغم مَن أنها تبادل صغارها عاطفة الحب وتملك غرائز الأمومة مثل الإنسان تماماً، غير أن الإنسان يعاملها على أنها آلات تحقق له المنافع والخدمات، وسنتناول في هذا المقال بعض أساليب استغلال الإنسان لأمهات الحيوانات وصغارها.

 

- الزراعة الحيوانية

يُشير مصطلح الزراعة الحيوانية إلى تربية حيوانات الماشية والدواجن بشكل مُكَثَّف في المصانع والمزارع بهدف استغلال الإنتاج الحيواني من بيض أو حليب، وذبح الحيوانات من أجل اللحوم لصالح الاستهلاك البشري.

والحيوانات المُستَغلَّة في الزراعة الحيوانية لا تُعامل على أنها كائنات حيّة، بل تُستخدم كأدوات، وتُحشر بأعداد كبيرة في أماكن غير مريحة لها وكأنها أمتعة، دون مراعاة حاجتها للهواء الكافي، والمساحات المناسبة، ويتم التلاعب بيولوجياً بأجسامها من أجل زيادة الأرباح وكفاءة المنتجات، دون مراعات ألمها أو امتلاكها مشاعراً وعواطف.

فمثلاً تتعرض الأبقار للضرب والألم نتيجة للأدوات المؤلمة المستخدمة في التلقيح وإنتاج الحليب، وتعيش في ظروف ضيقة غير طبيعية، ولا تفعل شيئاً عدا الإنجاب كل سنة وإنتاج الحليب، وفي كل مرة يتم أخذ صغارها منها لتبكي وتصرخ لأيام باحثة عنهم، حيث أكّدَ الكثير من عمال مزارع الحليب حقيقة بكاء الأبقار وصراخها لأيام متواصلة بعد أخذ صغارها، وقد تحاول الأبقار منع العاملين من أخذ صغارها منها، أو قد تتبع الشاحنات التي تأخذ العجول للذبح من أجل اللحوم، وتستمر هذه المعاناة إلى أن تُقتل الأبقار بدورها بعد أن تُصبح غير قادرة على إنتاج الحليب.

 ويحدث أمراً مشابهاً للدجاج، حيث يتم استخدام الدجاج كآلات لإنتاج البيض، ولا يملك الدجاج البياض الفرصة حتى ليربي صغاره أو يرعاها، على الرغم من أن الدجاج يملك غريزة طبيعية للمساعدة في تفقيس ورعاية صغاره، إلا أنه يوضع في أقفاص صغيرة وضيقة بحيث لا يمكنه الحركة كما ينبغي، ويؤخذ منه البيض باستمرار، وبشكل متكرر ويلاقي نفس المصير الذي تلاقيه الأبقار عندما تنتهي مدة صلاحيته، فيتم أخذه للذبح للاستفادة من لحمه، وهذا إلى جانب حقنه بالهرمونات من أجل زيادة حجمه أو زيادة إنتاجه للبيض، أما الفراخ، فقد تنال حياة غير طبيعية مليئة بالألم وبعيدة عن أمهاتها إذا كانت إناث، وإذا كانت فراخ ذكور، فسيتم رميها بآلة تسحقها وتتخلص منها ببساطة لأنها ذات غير فائدة!، وهذا ينطبق على جميع حيوانات المزارع الأخرى، كالخنازير وغيرها.

 

- الحيوانات الأليفة

إذا قمت بزيارة أحد محلات الحيوانات الأليفة، غالباً ما سترى مشاهداً مؤلمة، فقد تجد قططاً أو كلاباً صغيرة بعمر لا يتجاوز بضعة أسابيع داخل الأقفاص، وستجد طيوراً موضوعة معاً داخل قفص واحد منذ ولادتها، والسبب هو أنها سلع للبيع، أو هكذا جعلها البشر.

يتم أخذ صغار الحيوانات الأليفة قسرياً من أمهاتها، فقد تؤخذ من أمها من البرية مباشرة بعد قتل الأم غالباً، أو قد يتم استغلال الأمهات في الإنجاب، ثم فصلها عن صغارها وحرمانها منهم، وكثيراً ما تُقتل الأمهات من أجل أخذ صغارها وبيعهم.

فمثلاً يتم حبس الكلاب في أقفاص حديدية وتترك مع فضلاتها على مدار أيام كاملة ولأسابيع، وقد يتم إبقائها في الأقبية بعيداً عن الضوء والهواء النقي، حيث تسبب هذه الظروف وزواج الكلاب الأقارب من بعضها إلى العديد من المشاكل الصحية لها، والتي غالباً لا يتم علاجها بسبب حرمان الكلاب من العناية البيطرية، وكثيراً ما تقع الضحايا على أيدي المربيين سواء كانت الضحايا من الجراء أو الأمهات، كما تعاني أمهات الكلاب من تكرار عملية الولادة وأخذ الجراء منها بعد فترات قصيرة من ولادتها وحرمانها منهم، وينتهي الأمر بقتلهن أو التخلي عنهن بمجردن أن أصبحن غير قادرات على الحمل والولادة، وهذا الأمر نفسه ينطبق على القطط وباقي الحيوانات الأليفة.

 

- الصيد الجائر

يستهدف الصيادون أمهات الحيوانات وصغارهن عادة لأنهم أهداف سهلة، خصوصاً بعد الولادة، وذلك بسبب ضعف أجسادهن بينما يتعافَين من آثار الولادة، وتُستخدم الأفخاخ في صيد الصغار، وتصاب الصغار بالرعب والصدمة النفسية عندما تفقد أمهاتها وتراها تقتل أمامها، كما تعاني الأم وتضحي بحياتها بينما تحمي صغارها وتحاول منع الصيادين من أخذهم منها أو قتلهم، وتعد الدببة والأسود والأفيال من الأمثلة الشائعة على هذه الحيوانات.

 

- الأسر بهدف الترفيه

ونقصد هنا أسر الحيوانات بهدف استخدامها في وسائل ترفيه البشر، مثل حدائق الحيوانات، والحدائق البحرية، ركوب الفيلة، والسيرك، وغيرها.

حيث يتم تربية أمهات الحيوانات بإفراط، من ثم يتم فصلها عن صغارها وإبقائها بعيدة عنهم، وهي ظروف مؤلمة للأمهات والصغار، فجميع أمهات الحيوانات تمتع بروابط عاطفية مع صغارها، واستغلالها في عملية الإنجاب وإبعادها عن صغارها هو ليس سوى تعذيباً لها، وهذا يشمل الحيوانات البحرية أيضاً، مثل الدلافين.

 

لا ينبغي لأي أم، سواء كانت بشراً أم حيواناً، أن تتحمل ألم فقدان صغارها وحرمانها منهم، واستغلالها واستغلال صغارها، ولذلك، مناسبة مثل عيد الأم يجب ألا تقتصر على البشر، بل أن تشمل جميع أمهات الحيوانات على السواء، وأن تذكرنا بأهمية الأم وقدرها عند جميع الكائنات، فهي تستحق أن تعيش حياة عادلة ورحيمة.

 

المصادر:


https://www.onegreenplanet.org/animalsandnature/heartbreaking-ways-animal-mothers-are-harmed-and-exploited-by-humans-every-day/

https://thehumaneleague.org/article/animal-mothers-factory-farm

https://sentientmedia.org/animal-agriculture/

 

 

كتابة: شام منذر
تصميم: رنيم 

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق