المهارات الاجتماعية لدى الحيوان:
خلال حديثنا المرة الماضية عن الصفات المشتركة بين الإنسان والحيوان، تطرقنا إلى واحدة من أهم الصفات والتي تتمثل في "غريزة الأمومة"، كما رأينا بعض القصص المؤثرة التي تعبر عن ذلك مثل حكاية الغوريلا التي أنقذت طفلا وقصة الدلفين التي قتلت صغيرها لسبب ما.
أما مقالة اليوم سنتحدث فيها عن المهارات الاجتماعية للحيوانات.
ربما البعض منكم يتساءل: "وهل للحيوانات حياة ومهارات اجتماعية؟"
بالطبع نعم!
1. الدجاج:
كما رأينا من قبل فعالم الحيوان مليء بالمفاجآت، وانه لأمر مدهش للغاية أن الحيوانات لديها نفس المهارات الاجتماعية مثل تلك الموجودة لدى البشر. فعلى سبيل المثال: نجدهم يحافظون على حياة اجتماعية منظمة، اذ أن الدجاج له "ترتيب النقر" أي "Pecking order' ونؤكد ذلك في التسلسل الهرمي للمجتمع فتعرف كل دجاجة مكانها، كما أن الأشخاص الذين قضوا وقتًا مع الدجاج يعرفون أن لكل طائر شخصية فريدة تتعلق غالبًا بمكانه في "ترتيب النقر"، فالبعض اجتماعي ولا يعرف الخوف، والبعض الآخر خجول ويقظ، و منهم من يستمتع البعض برفقة البشر، في حين أن البعض الآخر يتسم بالوقاحة أو حتى عدوانيًا بعض الشيء، تمامًا مثل كل كلب وقطة وإنسان، فكل دجاجة هي فرد ذو شخصية مميزة.
أليس هذا طريفا؟!
2. الكلاب:
إنه لمن الرائع وجود مهارات اجتماعية لدى الكلاب مثل تلك الموجودة لدى البشر وفي بعض الحالات تكون أفضل. اذ تحمل الكلاب على وجه الخصوص على جينات مشابهة جدًا للبشر، وهم ينتقون ويختارون مجموعاتهم الاجتماعية وفقًا لتفضيل معين.
يعتقد ستة وستون في المائة من أصحاب الحيوانات الأليفة أن كلابهم تتمتع "بحياة اجتماعية أفضل" مما لديهم، ففي الواقع يقول أكثر من نصفهم أن حيواناتهم الأليفة لديها أصدقاء أكثر مما لديهم!
فالكلاب حيوانات اجتماعية للغاية ومتكيفة جدًا للعيش في مجموعات بين 3 إلى 8 أسابيع من العمر، وتميل الكلاب إلى التركيز على الكلاب الأخرى (إذا كانت متوفرة) للتفاعل الاجتماعي، وبين 5 إلى 12 أسبوعًا من العمر تحول تركيزها إلى الناس؛ فالكلاب هي الأكثر تقبلاً لتعلم كيفية التعامل مع المواقف الجديدة حتى عمر 16 إلى 20 أسبوعًا تقريبًا. كما أظهرت الدراسات أنها جيدة جدًا في تفسير الإيماءات والسلوك البشري، فتتفاعل الكلاب مع بعضها البعض ومع الناس من خلال أوضاع الجسم، وتعبيرات الوجه، ومواقف الذيل والأذن، ورفع الشعر، واللفظ، والروائح.
3. ذئاب البراري والغرير يتعاونون للصيد.
في بعض الأحيان تعبر الحيوانات حتى خطوط العدو لتعمل من أجل الصالح العام، فعلى سبيل المثال من المعروف أن ذئاب البراري والغرير يصطادون معًا ويمكن أن يكونوا أكثر نجاحًا في صيد كلاب البراري والسناجب الأرضية عندما يعملون جنبًا إلى جنب.
حيث أظهرت الدراسات أن هذه العلاقة غير العادية مفيدة لكلا النوعين،اذ يقوم فريق عمل ذئب البراري والغرير بإنشاء جحيم حي لفرائسهم؛ إذا كانت الفريسة فوق الأرض فإن الذئب يطاردهاو إذا حاولت الاختفاءيتولى الغرير السيطرة. إنه وضع رهيب لكلاب البراري والسناجب الأرضية لكنه يعمل جيدًا لكل من ذئاب البراري والغرير، فعلى الرغم من أنهم يتنافسون بالفعل على الطعام إلا أنه لا يزال يمثل فوزًا؛ فكلاهما قادر على توفير المزيد من الطاقة مع الاستفادة من مهارات الصيد لبعضهما البعض.
4. طيور البطريق.
لا تجتمع طيور البطريق الإمبراطور معًا من أجل الدفء فحسب بل يساعدها هذا السلوك على حماية نفسها من الحيوانات المفترسة، كما تقوم أيضًا بحركات متزامنة ومحددة للغاية تزيد من الجهد المبذول للاحتفاظ بالحرارة كل 30 إلى 60 ثانية تقريبًا. تتحرك جميع طيور البطريق في صف واحد من التجمع في أي مكان من 2 إلى 4 بوصات في نفس الاتجاه، فتقوم في الصف التالي بنسخ الحركة بعد فترة وجيزة مرارًا وتكرارًا حتى ينتهي التجمع بأكمله من المناورة الصغيرة. فافترض الباحثون أن هذا يحافظ على تدفق الدورة الدموية للبطريق.
المصادر:
https://www.peta.org/ The Hidden Lives of Chickens
https://www.coolantarctica.com/ How do Penguins Keep Warm?
Science
of the Cold
https://studyfinds.org/ Dog owners admit their pets have a better social life than they do!
https://www.msdvetmanual.com/ Normal Social Behavior in Dogs
https://www.treehugger.com/ Why Coyotes and Badgers Hunt Together
تصميم: محمد بشار
كتابة: دغموس آية وصال
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق